خيرت لـ "مصر الآن" يكشف مؤامرة سقوط الأسد
كشف اللواء عبد الحميد خيرت الخبير الامني في تصريح لموقع "مصر الآن"المؤامرة لاسقاظ نظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد حيث أكد انه ومنذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، أصبح الرئيس السوري بشار الأسد محورًا لخطاب إعلامي وسياسي حاد، تراوح بين اعتباره “رمزًا للمقاومة ضد التدخلات الأجنبية” و”ديكتاتورًا دمويًا مسؤولًا عن مجازر بحق شعبه”.
وأضاف خيرت أنه و مع مرور السنوات، ظهرت تصريحات ومواقف من مسؤولين سابقين، أبرزهم حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، تشير إلى أن هناك مشروعًا دوليًا–إقليميًا كان يستهدف إسقاط النظام السوري، مما أعاد الجدل بأن “شيطنة الأسد” كانت جزءًا من مؤامرة سياسية كبرى.
وقال الخبير الأمني بدأ الحراك في سوريا في مارس 2011 كجزء من موجة “الربيع العربي”، التي اجتاحت عدة دول عربية مطالبة بالإصلاحات السياسية والحرية ، لكن في سوريا، سُرعان ما تحوّل الحراك إلى صراع دموي مع تصاعد التدخلات الخارجية، و مشاركة الفصائل المسلحة المرتبط بجماعات متطرفة كـ”القاعدة” و”داعش” في هذا الحراك .
وأوضح أنه وبحسب تصريحات حمد بن جاسم في عدة مقابلات تلفزيونية، من بينها حواره الشهير على قناة BBC ولقاءات على قناة RT الروسية، اعترف بأن قطر والسعودية وتركيا نسّقت جهودًا بدعم أمريكي واضح لتسليح المعارضة السورية في إطار “مشروع لإسقاط النظام”. وقال صراحة:
“ كان هناك اتفاق مع الأمريكان لإسقاط النظام، وكنا نمول بالسلاح والمال، وكل شيء يمر من تركيا.”
وأشار إلى أن هذه التصريحات فتحت الباب لتحليلات تتهم بعض الدول بأنها استغلت معاناة الشعب السوري لتنفيذ أجندات جيوسياسية، من بينها:
• تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا.
• قطع الطريق على روسيا في المتوسط.
• ضرب محور “المقاومة” (إيران - حزب الله - سوريا).
• توسيع نفوذ قوى إسلامية سنية مدعومة من الخليج وتركيا.
ليكون السؤال الذي يفرض نفسه ، لماذا شُيطِن الأسد إعلاميًا؟
منذ بداية الصراع، تبنّت وسائل الإعلام الغربية والعربية الكبرى خطابًا شديد العداء للنظام السوري، ركّز على صور الضحايا، وقصص المجازر، والهجمات الكيماوية (التي أنكرها النظام ، ووصفتها موسكو بأنها مفبركة). وقد ساهم هذا في رسم صورة “الطاغية الدموي” عالميًا.
لكن بالمقابل، كانت الرواية الرسمية السورية وحلفاؤها (روسيا، إيران، حزب الله) تعتبر أن:
• ما حدث في سوريا “مؤامرة خارجية لتدمير الدولة”.
• المعارضة المسلحة تحوّلت إلى “إرهاب منظم”.
• الأسد صمد لأنه يملك قاعدة شعبية، وجيشًا مواليًا.
مع دخول روسيا عسكريًا في 2015، انقلبت موازين القوى لصالح النظام، وتراجع المشروع الغربي-الخليجي لإسقاط الأسد.
تدريجيًا بدأت بعض الدول بإعادة فتح قنوات الاتصال مع دمشق، مثل الإمارات والسعودية.
بل إن هناك من يرى اليوم أن الأسد استطاع تجاوز أكبر مؤامرة واجهها رئيس عربي في القرن الحالي، وبات يُعاد تأهيله سياسيًا عربيًا ودوليًا، رغم تحفظات الغرب.
وقال أنه وفي النهاية، يجب أن نكون واقعيين: فالنظام السوري تعامل مع الفصائل المسلحة الإرهابية المدعمة من دول إقليمية ودولية بكل قوة وعنف ، وفي المقابل لم تكن المعارضة سلمية أو ديمقراطية، بل جرى تسليحها من قوى خارجية، وتحوّلت سوريا إلى ساحة حرب إقليمية–دولية.
تصريحات شخصيات مثل حمد بن جاسم ليست سوى جزء من الحقيقة، لكنها تسلط الضوء على تورط دول كبرى وصغرى في تدمير بلد كامل باسم “الديمقراطية” و”الحرية”، بينما الأجندات كانت جيوسياسية في جوهرها.
في النهاية الحديث عن “مؤامرة لإسقاط بشار الأسد” لم يعد مجرد نظرية هامشية، بل صار موضوعًا موثقًا باعترافات من صانعي القرار أنفسهم. لكن يبقى السؤال: هل كان النظام السوري بلا أخطاء؟ وهل كان إسقاطه هو الحل؟ أم أن البديل كان أسوأ، كما حدث في ليبيا واليمن؟
الدرس من سوريا أن اللعب بجغرافيا الدول تحت شعارات براقة قد يؤدي إلى كوارث إنسانية لا تُمحى، وأن الشعوب دائمًا هي الضحية الأولى والأخيرة.



